“أدراج بنكهة الفراعنة” قصيدة للشاعر العراقي ناجي رحيم

Naji Rahim

1

 

أيّها الممتشقُ قلبَ هذا الإنثيال

رتّلْ سجايا عزلتك

هفيفةً أهمُّ إليكَ بشروخي النديّةَ

ومآلي هو المآل،

يا زخّةَ الأطياف

ها أنا عندَ نواصيكِ أتكوّمُ

ألثغُ حروفاً

تلثغُني حروفٌ، تصيّرُني مرساةً

عندَ تخومٍ قيلَ تأتي كما تأتينَ لاهثة

 

من إطراقةٍ

تتشطّفُ بالصفيرِ أخرجُ

صوبَ عراءٍ ليس هنا

أخرجُ إلى موعدٍ مُسهَبٍ بالتأجيل

وجعُ المسافة كذلكَ قادني إليكِ

فتباطأتُ، تباطأتُ حيالَ الغناء

فهذا الرأسُ يجهشُ

يطمسُ رأساً في البياض

يُراقصُ بياضا عاقرا

يُداعبُه البياضُ،

يرسمُ ظلالا خبيئةَ

حدقاتٍ، شوارعَ وأصواتِ نداء

يُداعبُه البياضُ، يُحدّثه:

(أنتَ في الحشدِ غريبٌ،

مَن تكون؟) *

الجذرُ العاشرُ يعلوكَ وأنتَ غائمٌ،

لربيع الإنصاتِ تتهجّى أذنَ الهذيان

تنزاحُ وما أنتَ براكبٍ موجَ هذا البوح

فلتهدأ قليلا يا صديقَ اللعثمات

اهدأ .. اهدأ

إليكَ شريطُ المثولِ والذبائح

إليكَ مقصُّ التندّر

لسعةُ الهذيانِ إليكَ والضغائن

ماذا تريد، حقا ماذا تريد؟

 

2

 

لسبعٍ يُهرولنَ

أنصافُ حوائطَ مُتعاقبة

أدراجٌ بنكهةِ الفراعنة

سكاكينُ أحشاءٍ طازَجة لا تعرفُ سرّ اللمعانِ المُرهف

تلهثُ في الهجير

انعكاساتٌ هائلةٌ لرجرجةِ الماء الأبيض

أشياءٌ لا تأخذُ هندسةَ تُدفعُ بزفيرٍ محموم

زوايا

رؤوس

فقاقيع

نكثاتٌ وعربدات

هسهسةٌ بفحيحٍ أخرس

خرافاتُ عهدٍ لم يأتِ تزحفُ مُنتصبة

وجوهٌ بأرقامٍ مألوفةٍ تضحكُ بلزوجةٍ واضحة

عهنٌ

عفنٌ

طراد

أجسادٌ تُراودُ شهوةَ واقفةَ بعناد موغلة

في سرداب العصر

تتداعكُ بلهاثٍ محموم في تخومَ غير مُلتصقة

كزخّات الماء الأبيض

سبعُ طرائدَ مُغمضةٍ بسيقانٍ حجريّة

البركةُ الواسعة كعهدِها تدور

مسعورونَ يُهرولون

سبعُ بالوناتٍ فخمة

يعتمرن الوجلَ الموروث

البركةُ تدور

دونَ سقوفٍ تتعاقبُ الحوائط

 

– “أدراج بنكهة الفراعنة ” قصيدة من كتاب قديم أعمل على إحياء قلبه.

* وردت في نصّ آخر لي هكذا: (أنتَ في الحشدِ غريبٌ، لن تكون) . واختارها الناقد المعروف الدكتور حاتم الصكر عنوان فرعي لمقالته: (عن كائنات ناجي رحيم الشعرية، غريب في الحشد)، كانت عن ديواني سجائر لا يعرفها العزيز بودلير، صدر ورقيا في 2015 عن دار مخطوطات.

 

هولندا

[email protected]

SHARE