أربع قصائد للشاعر المغربي منير الإدريسي

Mounir El Idrissi
منير الإدريسي Mounir El Idrissi

زقزقةٌ

 

مادة الشجر
هي نفسُها ذلك المقعد في الحديقة/ المادَّة ذاتها لشيئين مختلفين.
هي الزورقُ أيضا،
إنّها تذهبُ بعيداً
وفي يدِ الكلمةِ الشديدة العمق
تتحوّل هذه الأشكال إلى ظلال
إلى مجرّد ظلالٍ.
وحين يصير الوضعُ انطباعيّا أكثر
من الممكن أن تشعر، مثلا،
أنَّها ليست سوى زقزقة عصافير
في ألوان رينوار.

 

شُسوع

أدفع بتأملاتي لأرى تخفّف الشيء من حزن تَمَثُّلهِ الدّاكن
فالسّعادة وفيٌّةٌ للخفّة..

لأني مثل رسّام انطباعيّ
لا تغريه الأشياء كما هي عادة:
مثقلة بأسبابها الخاصة وعبء ضروراتها
بل ألوانها الممتزجة
التي تقرّبها من الضوء.

ما يَشِعُّ بين يديّ – الآن-
أخفّ. ليكون أكثرَ ممّا هو. تجلٍّ للشسوع.
فمن مادّة واحدة هي اللون مثلا،
نصنع بلاط ساحة المدينة والناس والأشجار والنهر والعصافير.

 

نهارٌ أبيضٌ

جلسنا في مقهى غاص بالآخرين
لنشرب القهوة وندخن مثلما في الأمس البعيد في الجامعة
ونتحدث عن العطالة.

هي في غرفتها المنعزلة
تحوّل الفراغ إلى كيانات جوفاء من الحجر الصّلب
وترسمُ عليها وجه الصمت
وقبل الغروب تذهب إلى نزهة مُجاورة:

مقعدٌ طويــــــلٌ مضـاءٌ بالأشجــــــارِ.

أما أنا فأُمعنُ في الظلِّ الذي يمتدُّ
من ثنية ركبتيها، الآن،
وفي حزام صندلٍ يشدُّ قدميها
من المفصلِ
كاشفاً عروقَ وردة.

 

رائحة الماندرين

رائحة الماندرين
هنا في الظل
حيث كانت تجلس
بناتُ إعدادية أم البنين
ليقشرن ثمار الشتاء
عند الأوراق المتناثرة لأشجار نزهة مابيلاّ
ملامساً حُضورهنَّ الماثل كاحتجاب الـلـه
أجلس، الآن..
في خيانة لعزلة استراحتهنّ الكبيرة في رائحة الماندرين.

 

 

من مجموعة “انتباهُ المارّة”، الصادرة حديثا عن منشورات بيت الشعر بالمغرب.*
 شاعرٌ من المغرب

[email protected]

 

SHARE