
صوتٌ في القبو
يغنّي الناسُ أغنيةً
لا تُنسى معَ الوقت
أما أنا فأكتبُ الشعرَ
ليعرفَ العالمُ فقري
عندما كنتُ صغيرًا
كنتُ مملوءًا بالكلماتِ والصور
ولا أتوقفُ عن الكلام
عندما كبرتُ
تضاءلت الصورُ في رأسي
وتلمستُ طريقَ الصمت
الآن لا أعرفُ حتى إن كنتُ
سأرى الصليبَ من جديد
وصدى صوتي يرتدُ
في قبوٍ لا نهايةَ له
دقيقةُ صمت
في الصالةِ الكبيرةِ
حيثُ يُقامُ الاجتماعُ السنويُّ
ننهضُ حين تُتلى أسماءُ من ماتوا في السنةِ الماضية
بإخلاصٍ أطوي يدَي، وعيني تراقبُ المروجَ في الخارج
أرى وجهَ الشمسِ وانعكاسَ ضوئِها فوقَ الماء
وخلفَ النهرِ تقفُ الخيول
وأعودُ لأرى الأعناقَ في الصالةِ تنحني من أجلِ الموتى
مثلَ ورقِ العشبِ تنحني
مثلَ همسِ الخيولِ في المروج
مثلَ اختراقِ الضوءِ للنافذة
مثلَ أرواحِ الجميعِ تنحني
دقيقةُ صمت
ومرةً أخرى، تهتزّ الأوراقُ، قبل
أن تُقلب الأيدي
بدون اتهام
دعونا نتحدث عن الربيع
الوقتُ الذي يفيضُ فيه كلُ شيء
ويولدُ من جديد
الربيع يمزقُنا بخلاصِه
واشتياقي للموتِ
يُلقي بظلالِهِ
على الطريق
لهذا دعونا نتحدث عن الخريفِ بدلًا منه
الخريفُ مصباحٌ يدويٌ يُضيء جوفَ منزلٍ مهدّم
عيونُ الحيواناتِ البريّة تومض في الغابةِ
التوتُ ينضجُ قربَ الحواف
وأنا أحلمُ بصورتك
في الليل تتشابكُ يداي فوقَ صدري
من أجل الصلاةِ أو الراحةِ
فيندمج الحبُ بالعملِ ولم يعدْ يحملُ
أيَ اتهام
صورةٌ شخصية
في ليالي الصيفِ المضيئة
تلجُ القططُ الحقولَ لتلد
أما أصواتُ هجرةِ الطيور
فتبدو كأنها حديثُ رجلٍ مريض
لا نهايةَ لوحدتي
لكنني لم أعدْ أرغب في الشعور
بأنني متفوقٌ على أحدٍ سواي
أو أدنى منه
فقط أرغبُ أن أكونَ
إنسانًا مثلَه
عندَها سيبدأ يومي الأبدي
وربما بدأ بالأمسِ
حينَ تلامستْ يدانا
فامتلأتْ يدي بيدكِ ونسماتِ الليلِ الأرجوانية
ترجمة: سعيد شامل
ستاينار أوبستاد، شاعر نرويجي ولد في العام 1971 في ستوك في فيستفولد، وعاش في أوسلو
درس اللغة الألمانية، والتاريخ الديني، والأدب في جامعتي أوسلو وبيرغن. التحق ستاينار أوبستاد بأكاديمية الكتابة في
هوردالاند عام 1990 /1991، ونشر أول قصائده “الجالس والمزايدات” في عام 1996، والتي استطاع الحصول من خلالها على جائزة تيريه ڤيسسا.
بالإضافة إلى كتاباته الخاصة قام أوبستاد بتحرير الشعر، وفي عام 2003 كان محرراً لمختارات من الشعر النرويجي المعاصر، حملت عنوان “لكن الحقيقة جاءت كقصيدة”. قام أيضاً بتحرير “قصائد زجاجية ناعمة” في مجموعة مختارة من سيسيلي لوفيد/ 1999وقصائد ميا بارنر الباقية “مأوى للريح”/ 2020 ولسيسيلي لوفيد “رسالة الأحتفال إلى سيسيلي لوفيد في عيد ميلادها الستين” / 2011
من كتبه:
المجالس والمزايدات/ شعر/ 1996
العام/ شعر/ 199
الأمي/ شعر/ 2000
العمل المرئي/ شعر/ 2002
جمع الأمنيات من أجل المساء/ شعر/ 2005
ما أغني عنه بسيط/ شعر/ 2006
الخدوش/ شعر/ 2009
اتجاهات السماء/ مقال عن الشعر وكتابة الشعر/ 2012
أوه، يوم عظيم/ شعر / 2013
خسائر الحب/ شعر وأقوال مأثورة / 2015
عمل وحلم/ شعر/ 1996-2016