ادريس الشرايبي: فصل من رواية “العالم جانبا” ترجمة بلمبخوت سعيد

ادريس الشرايبي
أدريس الشرايبي Driss Chraibi

أسترجع الذكريات.. ها أنا في عام 1953، في باريس، بدون مأوى وبدون نقود. أنهيت دراستي في الكيمياء، فأرسلت شهادتي إلى الوالد، مع كلمات رقيقة. شكرته على فضائله، لكنني كنت حينها أشعر بأنني غير قادر على الطيران بجناحاي مثل طائر يسقط من العش. في الواقع، كنت أرغب في أن أتنفس، أن أسافر، أن أمرح دون التفكير في الغد. وبذلك قطع عني موارد العيش.
لو استمر في إرسال الحوالة، أظن أنني كنت سأرجع إلى البلد، في ظرف شهر أو شهرين بعد ذلك. ولن أتوجه أبدا إلى المجال الأدبي. لكن وجدتني بين عشية وضحاها بدون أدنى فلس، وهذا ما دفعني إلى الكتابة. وهذا ما حصل بكل بساطة. على الأقل، فإنه لم يتوصل إلى كبح رغباتي، إلى نزواتي كطفل مدلل. لقد قال لا. وبذلك، فإنه كان يقدم إلي أكبر خدمة: إرغامي على أن أبحث لي عن مورد عيش. بدأت الكتابة، العينان جافتان والرأس مشتعل. كنت أكتب لأجدَ لي مكانا في العالم، في عالمي الأصلي وفي العالم الذي أتوجه إليه مغمض العينين. عالمان يبدوان لي سخيفين أمام تعطشي للحياة والحب. “جوع” كنوت هامسون كتاب رهيب. أما الحاجة التي في الأعماق فهي أكثر فظاعة إلى درجة كسر أقفالي الداخلية وكسر رقبة الحنين، الفلسفة، الدين، وكل المعتقدات المنافقة. البحث عن مأوى، البحث عن عمل من أجل لقمة العيش (مصور متجول، حمال في السوق، خطاط، نادل مقهى، قشار المحار…)، الهم المؤرق كان الحفاظ على كرامتي والظهور بمظهر هادئ طيلة اليوم، أمزق الأوراق وأعيد من جديد، لقد كانت مرحلة بطولية في الوقت نفسه أحب أن أعيشها وأن لا أعيشها.
نوفمبر 1953، كنت أعمل حارسا ليليا في إحدى الفنادق بشارع سان مارسيل. أما المقابل فكان غرفة في العلية. أحيانا، يقدم لي الزبائن العابرين بعض الإكراميات، بالأخص حينما يكونون مع رفقة جيدة. بعد أن أنهيت المخطوط، اتصلت بدار “بوتان”… بدور كل من غاليمار، لاطابل روند، سوي، غراسيه، فايار… تلك الأسماء لم تكن تثيرني، لم أكن أعرف أحدا في جمهورية الآداب… دار دونويل. ستكون فكرة جيدة. احتفالات رأس السنة تقترب، نويل، شجرة التنوب، سهرة رأس السنة. رحت راجلا إلى زنقة أميلي بالمقاطعة الخامسة. قدمت مخطوط “الماضي البسيط” إلى المسمى كلود ماهيا ورجعت أدراجي بخطوات خفيفة. قررت أن أعود إلى الحظيرة، بأي وسيلة كانت، حتى لو تطلب ذلك الاعتراف بأخطائي أمام والدي. وصلني المرسول في الأيام الموالية وكان نقطة تحول في حياتي.
شد كلود ماهيا على يدي بحرارة؛ روبير كانتير رحب بي لأجلس بقربه، ابتسم في وجهي بعينين حاميتين وقصيرتي النظر، كان حليق الوجه كالأمرد ويفوح منه عطر أخاذ؛ أشار إلي فرانسوا نوريسيي بأنه المدير التجاري وأن اسمي لا يشمل إلا على “r” واحدة في الوسط، بالإبهام والسبابة يحك ذقنه، شاب في سني بنظارات بزجاج مدخن؛ فيليب روسينيول، المدير-المسيّر، يمرر أمامي عقدا عاما من أجل عشرة نسخ، يقلع سدادة القلم، يذكر مقدار التعويض؛ وقّت، وكنت أبحث عن الكلمات، وقعت النسخ الثلاث؛ شدني نوريسيي من كتفي ليقودني إلى رقم 19، زنقة اميلي، ملحقة منشورات دونويل. في الطريق، أعلن لي بصوت خفيض عن صدور روايته قريبا، الماء الرمادي، وسألني عن مورد عيشي. لم أدر لماذا قلت له إن لدي ثلاث”عاهرات” بالقرب من بيغال. كحّ في كف يده وأدخلني وكأنه شبه نادم إلى مكتب م. بيكي، الرئيس المحاسب. لا، ليس لدي حساب بنكي، لذلك قدم لي حزمة أوراق بنكية مقابل توقيع. دخلت إلى الفندق لاستئناف عملي كحارس ليلي. كان رأسي فارغا. كنت فارغا. أول طائرة في اتجاه الدار البيضاء ستقلع من أورلي في الغد. لن أركب تلك الطائرة أبدا.

للتو دخلت إحدى البنات كالعاصفة. لم أعرها اهتماما لحظتها. ذهبت لأغلق الباب. حل الليل، وكانت ريح الشمال لاذعة وكنت أريد أن أحافظ على دفء أفكاري. صاحبة الفندق لن تتأخر في الذهاب للنوم، السيدة ماير ستذهب إلى بيتها. صديقات الطفولة، على ما أظن. كلتاهما أرملتان مع ثقل الماضي، الحرب العالمية الثانية التي انتهت قبل سنوات، الهجرة والحرمان. بعد ساعة بأبعد تقدير، سأكون وراء مكتب الاستقبال، أخيرا وحدي مع نفسي. ثم التفت. سمعت اسما مألوفا: روجي بلان.

– اسمحي لي، آنستي. هل تريدين الحديث مع روجي بلان، المخرج المسرحي؟
– هل تعرفه؟
– انه يسكن بزنقة القصر الملكي.
– مذكرة من جيب مئزري.
– أوه، كم أنا سعيدة!
مدت لي يدها.
—اسمي كاترين. وأنت؟
عيناها لازورديتان، ومع تلك النظرة الصافية الطفولية.

في الغد رحنا نتجول في أزقة باريس، من حي إلى آخر، دون هدف واضح، فقط من أجل التمتع باللحظة التي كنا فيها مجتمعين. لم نكن نمشي الذراع في الذراع؛ لا تلامس بالأيدي. كانت خطواتها خفيفة، راقصة. كانت أحيانا تسبقني، تتوقف في زاوية بالشارع لتنتظرني. وحينما ألتحق بها، تنفجر بالضحك. ماذا لو كلمتني مشيا في الزقاق؟ نعم، بتدفق. لكن ماذا كانت تقول يا ترى؟ لم أكن استمع إلى الكلمات؛ كنت أنصت إلى أصدائي القديمة، قشعريرة أصدائي القديمة. تكاد الأمسية تأخذ نهايتها. أخذنا مكانا في الشرفة بإحدى الحانات الصغيرة. القهوة التي قدمت لنا، تركناها تبرد، ثم تبرد من جديد في الكوبين. لم نكن نفعل شيئا، لا أنا ولا هي، غير النظر في بعضينا أمام الطاولة. من أجل الغد، الانتظار أو القيام باللازم؟ كتبت على طرف ورقة: “لقد وقعت في حبك”. لن أنسى أبدا الفرح الذي بدا فجأة على محياها. أخذت يدي، كفي المفتوح. وضعت عليه إبهامها وقالت:
– هذه حياتك. أضيفُ عليها حياتي.
الواحد بعد الآخر، طوت أصابعي. وكانت شفتاها ترتعشان.

لقد حددت معي موعدا في محط مونبارناس.
– سآخذك إلى الجنة، قالت لي. أنا أعرف أين توجد. إنه سر، اسكت! إلى الغد.
كانت القطرة تحت الضغط. وكاترين كانت كذلك، لقد جاءت تجري بخطوات كبيرة. وأطلقت لحظتها البخار:
– بول ماير حكت لي كل شيء حينما كنت أعتقد أنك وقعت في مصيدة!
لم أقل شيئا. لم أفهم شيئا. كانت تبدو متوترة.
إنها تعرف ناشره. لقد ذهبت لتقترح عليه كاتبا ألمانيا كانت تود ترجمة مؤلفه. نوريسيي هو الذي أخبرها.
– ستكون إذن شكلا من… كشاب عاشق امرأة كبيرة؟
عضضت على لساني. وقلت:
– وهل صدّق ذلك؟ ومدام ماير صدّقته أيضا وتسرّعت في نقل هذه الكذبة؟
– ليس صحيحا، إذن؟
– بالتأكيد لا. ذلك الشخص يثير أعصابي، إنه فاقد لحس الدعابة. لقد تصرفت معه بطريقتي. جعلته يصدق.
– أوه! كم أنا سعيدة.
التصقت بين ذراعي، ناعمة، تذوب في حبي. بالكاد كان لدينا الوقت للقفز في القطار. تركت حقيبتي على الرصيف. قبل أن تجلس بجانبي، أسرت لي كاترين.
– أنا أنسى كل شيء. أعود بالله من الشيطان الرجيم، أين يقع المغرب؟
كانت في سن الواحد والعشرين، حاصلة على الإجازة في الآداب من جامعة ستراسبورغ، مدينتها. أنهت للتو عطلتها بالولايات المتحدة من أجل تحسين لغتها الانجليزية. الأمريكيون ينطقون بنخنخة. وهي تفضل كثيرا لكنة البي بي سي. بابتسامة نطقت بعض العبارات لتعطيني الدليل. شاركتها مرحها: أنا أيضا أفضل لغة شكسبير. أخذت الترموس من حقيبتها وصبت لي كأس شاي بدون سكر، بلون أسود كالمداد. كانت تريد أن تدرس المسرح. أمها لم تكن على رأيها. أبوها كان سيشجعها لو كان حيا. كانت في سن الثامنة لما ذهب إلى مثواه الأخير، إبان المقاومة. لقد كان فيزيائيا.
في نانت، أخذنا حافلة قديمة إلى فرومتين. لم أمتع النظر ولو بنظرة واحدة في المناظر الطبيعية. قمنا ليلا برحلة بحرية عبر انسيلا أويا. وصلنا فجأة إلى الجنة: جزيرة يوه. أرجوانية اللون في بحر بلون نيلي، حل الفجر ونحن ننزل في ميناء جوان فيل. رافعا ركائزه، أحد مراكب صيد التونة يبحر نحو الأعماق، أرسل لنا تحية عبر صفارة الإنذار. على الرصيف، جنبا إلى جنب، ترقص المراكب الشراعية الليمونية على وقع المد الصاعد. حيطان مطلية بالجير والنوافذ زرقاء، المنازل واطئة، ممتلئة كما هيئة سكانها. كل شيء يمشي ببطء: الزمن، حركات البحارة، يلبسون السارو، الاقتصاد في الكلام، الأفق بلا حدود. كما لو أنها راسية في السماء، تبدو النوارس كأن الأبدية لها لوحدها. وحده المحيط، يسعل كعجوز قبالة ضخامة الحياة.
– أنت لم تر بعد شيئا، تقول كاترين. أعطيني يدك.
قمنا بقطع خمس أو ست كيلومترات راجلين. بانتشاء كانت تنشد اللحظة الجميلة. إحساس بالسعادة يصعد وينزل في ذاتي.
– هل أعجبتك.
– نعم،كثيرا، ماذا؟
– يا ربي أتمناها سعادة دائمة! جان سيبستيان باخ. أنت تعرفه؟
– لا.
– كيف؟ أنت لا تعرف باخ؟ لكن أنت لا تعرف شيئا إذن.
– نعم.
– سأعلمك.
وكنا في ميناء صغير، لامول، يوجد ما بين اثنين من المنحدرات المغروية، منحدرات تغطس مباشرة في أحشاء البحر، الأمواج تتدافع تباعا وعلى رؤوسها الرغوة البيضاء. سلام السماء والأرض، سلام الأصوات الداخلية، سلام السلام. كل شيء فوق على الأرض البور، شمالا، كنيسة بيضاء، رصد للأبدية.
– لقد دخلت يوما إلى أحد وكالات الأسفار، تقول لي كاترين. رأيت بداخلها ملصقا. سألت عن موضوعه. وها نحن أخيرا في الجنة. فمرحبا بك يا إدريس.
صاحبة مقهى هومارديي تسمى مدام بيرنار. ذات عظام بارزة، شعرها أشقر، ولها صوت رجالي. زوجها، يمكن وضعه في جيب المئزر، ضعيف، قصير. رمت بنظرة قدحية اتجاهنا وكأنها تولي بعض الاهتمام. هل تريد أن تعرف إن كنا سائحين في هذه الفترة من السنة؟ والفتاة التي ظهرت بسروال الجينز مثل الرغوة، يا ربي! ألم يكن هذا المغربي يخطفها؟ لا، ليس لدينا غرفة فارغة للإيجار هنا في القرية.، ليس هنا في الجزيرة أي ملجأ سياحي، انتهى الموسم، وليس لدينا ولا كأس خمر أحمر حتى لتسخين أحشائنا.. وأظن أنكما تموتان جوعا، أرى أنكما نحيفان نحافة ذيل بقرة، اجلسا هناك، على المائدة، يا للهول! الحب لا يغذي الرجل، ولا المرأة حتى. مسحت عينيها بطرف مئزرها ووضعت أمامنا كسرة خبز، غلاي قهوة، حليب، قطعة من الزبدة، نقانق وصحن بفواكه البحر.
– ماذا تنتظران، إذن؟
كانت جد محرجة وهي تقودنا لنرى ما سمته “عش الحمام”، بيت صغير للصيادين بالتراب المضغوط، الماء بالمضخة فوق حوض صغير من الصلصال، سرير من خشب برتونيلا، وعلى الحيطان والسقف شباك صيد، حوض صغير وإبريق ماء، مصباح زيتي. عانقت كاترين وقبلتها مرتين على خديها.
– ابق على العهد، أيها الفتى المغربي! وإلا، سأقطع أذنيك وأعلقهما على الباب.

حل الظلام. من منارة ليكوربْ والى آخر مكان في بيتْ، كنا نتمشى على الشط المتوحش تلك الأمسية، قطعنا الأراضي البور في كل الاتجاهات. ليس هناك أي مبنى، فقط القصر القديم. ولا روح، فقط بعض الخرفان التي ترفع رؤوسها كلما اقتربنا منها. وأشجار الجيني، الأشواك، من أشجار السرو المنحنية الجذع بسبب الرياح منذ أجيال عدة، غويبات شائكة تهرع منها الأرانب لتهرب مثل البرق الأحمر. لحظتها كنا جالسين على الرمال، شاطئ العجائز، نستمع للوجود، نستمع لموسيقى المياه، نسبح في الضوء المتقطع للقمر الذي يرقص من سحابة إلى سحابة. وقالت كاترين:
– ماذا لو قمنا بالسباحة مع منتصف الليل؟
– ليس لدي مايوه السباحة.
– ولا أنا أيضا.
تعرت، وأنا فعلت مثلها، ثم انطلقنا نحو الأمواج. وفي المحيط حيث قمنا باللازم لأول مرة. كنت سأغرق. لكن كاترين كانت سباحة ماهرة وهي التي أرجعتني إلى الشط. وفي ذاتي يشدو شعر قديم لأحمد درويش كان قد أرجح طفولتي: “يا عروس البحر!”.

تلك اللحظات، عشتها من جديد بعد تسعة وعشرين عام، هنا في نفس المكان، بجزيرة يوه، رفقة زوجة أخرى. لعل تلك اللحظات هي التي اخترقت الزمن دون علمي، فأعطت رواية أم الربيع. كان ذلك عام 1982. كنت أقلب صفحات جيو. تراقصت صورة أمامي، صورة شابة تصبن في النهر، تضرب الغسيل على الصخر، تتطاير ذرات الماء اللامعة من حولها كما قوس قزح. كانت صافية، صافية ولامعة بالفرح، أعطيتها أيضا اسما : يارما؛ وعائلة: قبيلة بربرية من آيت يافلمان، “الماء أولا “. وضعت ورقة على الآلة الكاتبة القديمة. ثم أخذت كأسا من الويسكي، ثم أردفت كأسا أخرى. تلك المادة السكوتلندية النقية كانت لها فضائل ثانوية؟ وجدتني مع يارما، مع والدها أزواو، هناك على نهر أم الربيع. أم الربيع “La Mère du printemps”— هناك في الزمن: عام 680، في تلك اللحظة بالذات حيث كان عقبة بن نافع يتوجه بخطوات متثاقلة نحو المحيط، على رأس جند الله. كانت بالنسبة إلي الطريقة الوحيدة لوضع الأسود على الأبيض للقضايا الكبرى التي تشرح عالمنا الإسلامي: بالرجوع إلى الماضي: كانت اسطوانة تدور على البلاتين: “يا عروس البحر!” كانت الشنا جالسة في الركن الآخر في الصالون، تنظر إلي دون أن تنبس ببنت شفة. وأحيانا كانت تبتسم في وجهي. هي التي اختارت الاسطوانة.

إدريس الشرايبي

رأى إدريس الشرايبي النور في مدينة الجديدة بالمغرب سنة 1926 وسط أسرة غنية من فاس. تابع دراسته بالدار البيضاء التابعة في ثانوية تابعة البعثة الفرنسية، حيث كان يدرس أبناء الفرنسيين والأعيان المغاربة. بعد حصوله على البكلوريا العلمية سنة 1945 بامتياز، انتقل إلى العاصمة الفرنسية لتحقيق حلم والده: مهندس في الكيمياء. بعد تخرجه سنة 1950 وضع جانبا شهادته دون أن يلتفت إليها ليبدأ مغامرة الكتابة. كان بطبعه أنيقا وذكيا ومتمردا. كان باستطاعته العيش في رغد بيت الأعيان لكنه فضل ركوب أمواج المغامرة.استطاع الكاتب الشاب بعيدا عن سلطة الأب وأمواله التي قطعها عنه بسبب تمرده. اشتغل في كل الحرف الحقيرة من حارس ليلي إلى بائع متجول مرورا بمعلم للغة العربية أو صباغ، ليكبر في عين نفسه. بعد هذا الكر والفر مع جسد الكاتب الآخر تمخض الجبل، فولد جبلا آخر زلزل مغرب ما قبل الاستقلال بكتاب غير طريق الأدب في المغرب يحمل عنوان: )الماضي البسيط- (Le passé simple صدرت سنة 1954 التي أثارت كثيرا من الجدل في ظروف كان البلد يبحث فيها عن الاستقلال. تم توالت الروايات.
عاش في الغربة، وتخرج مهندسا في الكيمياء، درس الآداب ألمغاربي بجامعة لافال بكندا. انضم إلى اتحاد كتاب المغرب سنة 1961. حصل على جائزة أفريقيا المتوسطية على مجموع أعماله، وعلى جائزة الصداقة الفرنسية-العربية سنة 1981، وجائزة”مونديللو” الايطالية على ترجمته لكتاب ” مولد الفجر في ايطاليا”
عمل في الصحافة فاشتغل بإذاعة (فرنسا الثقافية-France Culture).
وهناك تعرف على العديد من الأدباء.
توفي سنة 2007 بفرنسا ودفن حسب وصيته ببلده المغرب.
هكذا كان دلك الشاب المتمرد الذي أصبح رجلا يحمل مشعل الرواية بلغة موليير وبقلب ابن البلد. كان القلم في يده كالمطرقة تهشم رأس كل الحواجز التي تقف في وجه نهر الحياة العربية. كان يحلم بعالم خفيف، كأحلام يقظة، يحمل عالمه على كتفيه ويطير به بين ضفتي المتوسط ما بين شمال أفريقيا وأوربا. طائر رقاص يغرد، بين العقل والحداثة؛ بين التمرد والجنون، بين السماء والأرض إلى أن صار كاتبا أبدع لغة فرنسية مغايرة.

يلمبخوت سعيد، كاتب ومترجم من المغرب

[email protected]

[email protected]

SHARE