
زهرة الفوضى الخلاّقة
نص شعري
هذا الطاووس الذي هرب من سفينة نوح،
راح يجرح كل يوم دجاجتي التي كانت تبيض لي بيوضاً من النار.
هذه البيوض كانت زادي المفضل،
كلما ركضت الكلاب خلف الأموات الراغبين في زيارة منزلي،
في الليالي التي تشرق فيها الشمس.
تلك الشمس التي كانت حينما تتدفق من أفواهنا،
تختبئ القبائل في الملاجئ كالجرذان.
لا غرابة في ذلك، مثلما لا غرابة في أنّ الصعلكة تأخذنا بعرباتها نحو الحرية. مثلاً الحرية من التراث. ينبغي أن نسخر من التراث. اسخروا مني الآن أو حتى بعد موتي. لا تذكروا محاسن موتاكم فقط. دعونا من كل ذلك الآن. أنظروا معي:
الغيوم الصفر تمطر ضوءاً
يتساقط على رأس المغني
الذي كان يردد انشودة الشيطان الأبيض
عن النبالة والعصيان.
الحكمة لا تحل النزاعات أحياناً. هذا لا يتيح لنا حب العنف. الأيدولوجي عنيف. لا للعقائد. أكاد لا أتجاوز الحقيقة لو قلت بأنّ النبوة ليست رسالةً معطاةً من الله الى النبي، وإنما هي إلهامٌ يأخذه النبي من الغيب. الإلهام ذروة الحرية، بينما العقائد عبودية. ولهذا فأنّ الاصرار على تحقيق الغايات، عبودية أحياناً. بينما الفوضى الخلاّقة ضرورية أيضاً. كل خطوة جديدة محفوفة بضياع الهوية. الهوية، شلاّل متدفق لا يعرف الثبات. أطمح الى أن أمنح القارئ ذبابة خبيثة تقتل الثبات في عقله، وتخلق لديه الظنون، أو أن أمنحه شعلةً ترفعه الى أعلى محبةٍ في العالم. ليس بمقدورنا التخلي بسهولة عن الخوف الذي سلبنا الأمان.
تعالوا،
تعالوا معي في رحلة صغيرة الى وادٍ في الصين،
لنرى كونفوشيوس وهو ينتظرنا هناك،
وبيده حكمة متوّجة بزهور الأوركيد.
باسم الأنصار
شاعر عراقي مقيم في الدنمارك
[email protected]