الزمن المؤجل

ثمة أيام آتية أشد قسوة
هي زمن مؤجل لإشعار آخر،
صار مرئيا في الأفق .
ستربط حذاءك في الحال
وتطارد الكلاب في المستنقعات وفنائاتها
لأن بطون الأسماك بردت في مهب الريح.
تتوهج أزهار الترمس بنور خافت
وتتحسس عيناك الأضواء في الضباب:
عيناك هما زمن مؤجل
صار مرئيا في الأفق.
وعلى الضفة الأخرى حبيبتك، تسحبها الرمال
و تلف، صعوداً، شعرة منها تهفهف في الرياح.
تقاطعها
و تصمتها
فتراها تموت
وحاضرة للرحيل
بعد كل عناق
لا تتلفت حولك،
اربط حذاءك،
وطارد الكلاب،
أَلْقِ الأسماك في البحار
وأطفئ ضياء أزهار الترمس
ثمة أيام آتية أشد قسوة !
أن أقول شيئاً مظلماً
أعزف الموت،مثل أرفيوس،
على وتر الحياة
وأمام جمال الأرض
وسحر عينيك اللتين ترعيان تلك السماء،
لا أعرف سوى أن أقول شيئاً مظلماً.
لا تَنْسَ ، أنك فجأة، في ذاك الصباح،
رَأَيْتَ نهراً مظلماً*، يمضي أمامك،
يوم كان فراشك مبتلاً بالندى
وغفت قرنفلة على صدرك
وتر الصمت مشدود
على موجة من دم،
تحسست قلبك المسموع.
أمست جديلة منك ظلاً في الليل،
وغاب عني وجهك في زحمة ندف سوداء
أنا لست لك
كلانا، ألان، يبث شكواه
لكنني، مثل أورفيوس ،
أعرف الحياة كما الموت
و تزرق عيناك كالسماء
وتغمضان إلى الأبد .
*نهر ستيكس المؤدي إلى العالم السفلي في الميثولوجيا الإغريقية
الترجمة عن الألمانية