عن دار الذاكرة للنشر والتوزيع في بغداد صدرت رواية “ليل صاخب جداً” للكاتبة العراقية هدية حسين، تتناول الرواية علاقة امرأتين جمعتهما مصادفة عابرة غيرت مجرى حياة كل منهما، وخلقت صداقة من نوع خاص على الرغم من التناقض الواضح في شخصيتيهما، فالأولى رصينة وأقرب الى الحكمة، والثانية ثرثارة ومتهورة، والرواية لا تقف عند حدود تلك العلاقة التي ستتضح أسبابها في النهاية بل تأخذنا الكاتبة من خلال تلك الشخصيتين الى سنوات الحروب الطائفية والقتل على الهوية والمتغيرات التي طرأت على المجتمع العراقي وهجرة الشباب بعد العام 2003، وتخوض الرواية في أسئلة الموت وما بعده ليبقى الأمر غامضاً وغير مؤكد.. لوحة الغلاف للفنان المصري عبد الوهاب حوّام.
يُذكر أن رواية “ليل صاخب جداً” هي الرواية الثالثة عشرة في سلسلة روايات هدية حسين، ولها في القصة القصيرة سبع مجموعات قصصية، وكتاب بعنوان شبابيك، قراءات في القصة والرواية.
من أجواء الرواية:
في صورِه الأخيرة كان في رحلة مع آشلي وجاسمين إلى شلالات نياغرا، تبدو آشلي أطول منه ببوصتين، لم ألاحظ ذلك من قبل، ترتدي شورتاً قصيراً الى ما فوق الركبتين وتيشيرتاً من دون أكمام، يتغير لون شعرها من صورة لأخرى بين الأشقر والأحمر، لكن هذه المرة بخصل من كل لون، أحمر، برتقالي، أصفر، أخضر، أزرق، نيلي، بنفسجي، لابد أنها من مؤيدي المثليين، ركّزتُ على جاسمين وزادت قناعتي بأن هذه الطفلة الشقراء ذات العيون الزرق ليست حفيدتي، ثم عدت وتطلعت بصورة رضا، على وجهه ابتسامة باهتة، وبدا كأنه يكبر سريعاً، جسمه اكتسب سمنة، ولاحظت من وراء التي- شيرت بروز بطنه، إنه يكبر في غربته مع آشلي وجاسمين، وأنا أكبر هنا… وحدي.