
الوحدة بعد الموت
كَورقة النَّعي الاخيرة
لا يبقى منها إلا مُفرداتٌ وأسماءٌ
وتاريخ يتحركُ في الماء
ينتفضُ كُل ثانية
ولا يمسح أثر البكاء عن الاكتاف
….
كَطفلة
ظننتُ أن الموتى نيام
نيامٌ مجانين ..
كيف يأتي النعاسُ هكذا في نفقٍ حُفر على عجل
والقططُ تموءُ في حديقة البيت المهجور
….
لا جدوى من الموت
من متاهة اللحظات غير المُستعادة
ولا حتى من الطين المتروك بجانب القبر
فالموتى وحيدون
والجرح الموسوم بدموع الجسد
يختفى تماماً دون حتى إستشارة
لظلال الآلم الذي يعبرُ
برد أرواحنا بكل هدوء مابعد الظهيرة
….
تراجيديا الموت العالق
أمام كل العذابات الصغيرة
والإيحاءات الثملة
تمحو عناوينً مالحة
لكل الفطر الذي ينمو حول المدينة
….
الشتاءات التي تمرُ في رأس البلاد
تخدع حقيقة الوطن المعني بإحصاء ٍ سنوي للجنائز
حتى أنها لا تعرف أين تُلقي الموتى الذين
لا يختلطون
في خزائنها المنسية أو في مزابلها
المدسوسة بين ثنايا العتمة
….
الوحدة
الموتُ حد التوحش
فقاقيع الرحيل المالح
ورقة النعي الخاسر حين تركلُ بين أصابعها
مشهد الحزن البارد
…
حين تُترك وحيداً
تدرك ان البكاء يُولد من على مقبض الباب
الممكن فتحه
…
باب الرحيل لا أسنان له
إلا أن موسيقاه
يُزهر إنتماءها دائماً في شجر الزان
شجر النسيان المصاب بالضجر
…
في هذا الجسد
لا سنتميتراً واحداً لترتيب الحصى
ولا حتى لمجازات الحجارة وماتتركه من أوجاعٍ في الجمجمة
…
تجار الخرائب المنظمة
تبيعُ البلاد خارج حدودها
على شكل يدٍ ميتة
وأنا لازلتُ
أحب البلاد على طريقتي
أدسها في حقيبة قديمة
تتلون بالزمن
واقرأ دائماً
أسماء الضحايا بتأنٍ
كأني أحاول التعرف على ملامح اصحابها>
شاعرة كردية سورية
[email protected]