بورتريه شخصي للكاتب اليمني حبيب عبد الرب سروري
الرواية، هكذا، ألوهيةٌ في ألوهية، أو ألوهيةٌ مربّعة: لأن هذا الإنسان الذي يقال إنه اخترعَ الآلهة على غراره، وبملكات جبارة لا حدود لها تتجاوزه في كل الاتجاهات، منحها ملَكة كتابة أوّل روايةٍ في تاريخ الكون: "اللوح المحفوظ".
ثم منح نفسه، عبر اختراعهِ فنّ الرواية، ملَكة كتابة ألواح محفوظة صغيرة، على غرار أكثر مخلوقات خياله العجيبة جبروتا وعبقرية!
جمال مقار: عن ورشة الزيتون بمناسبة مرور 40 عاما على ميلادها
ثم جاء يوم في صيف عام 1991؛ دعاني فيه الزميل الشاعر شعبان يوسف لاجتماع في مقر حزب التجمع بالزيتون لتأسيس أو قل إعادة الحياة للنادي الأدبي، هناك وجدت فخري لبيب موجودا وما يزال صلبا ومعاندا على رأس طاولة الاجتماعات
يوم كانت المدينة…. رومانسية
كانت سنة "عجيبة" لعائلة هذا العالم، حد ان الابوين اصدرا في العام 1988، كتابا عنها حمل عنوان "سنة في بغداد"، اعتبراها "سنة ساعدت على بلورة قيم الأسرة". في تلك الأجواء العراقية، كانت الصغيرة جوان باييز (10 سنوات)، تخط رسومها للبيئة الجديدة، وقد توزعتها صورة الوالدين في مزيج من الانسجام العائلي
قصائد للشاعرة الإسبانية راكيل لانسيروس – ترجمة خالد الريسوني
وَمَاذا بَعْدُ فِي انْتِشَاءٍ، وَبِأيِّ انْدِفَاعٍ
يُوَاجِهُ المَرْءُ العَالَمَ مُسْتَلْقِياً عَلَى بَطْنِهِ
وَقَبْلَ أنْ يَفْهَمَهُ، هَا قَدْ صَارَ يُحِبُّهُ.
وَيَا لَهُ مِنْ سِحْرٍ، سِحْرُ البِدَايَةِ
مِنْ أجْلِ اسْتِكْشَافِ الطِّينِ الأصْلِيِّ
وَالعُثُورِ عَلَيْهِ لَدَى الضَّفَادِعِ فِي بِرْكَتِهَا
وَهِيَ تَنِقُّ بِالحَقَائِقِ الثَّابِتَةِ
وَفِي العَنْبَرِ اللَّذِيذِ مِنْ ثِمَارِ اللَّيْمُونِ الحَامِضِ
الَّذِي يُحَاكِي فِي عُذُوبَتِهِ الحُلْمَ نَفْسَهُ.
حمد الريّس: “أم وابنها” وقصائد أخرى
فرانسيسكو زونييغا!
عندما يعلن الله عن نهاية العالم
أو أقلّةً نهاية جزيرة صغيرة في خليج العرب
تحت وقع المطاط الثقيل
تحت وابل الرصاص
تحت بيرق مستطيل يطويها كالكفن
تحت قنبلة واحدة (تكفي)
أو في أمعاء طوفان ضار
تغليه الشمس عن كثب
عاشور الطويبي: عندما قابلتُ حافظ الشيرازي في الغابة
"النمل لا يتلصّص على العشّاق
غايته أن يصعد ساق شجرة
أن يستنشق في طريقه وردة الحارس العجوز
غايته أن يستريح في الظهيرة تحت الجسر
غايته على بعد نملتين
أن يقطف حبة شعير أو حبتين."
سيف الرحبي: سوريّا، سوريّا ألا يكفي موتاً وإنتحاراً ومجازر؟!
في فيلم “الطريق” يحدق بطل الفيلم وسط ذلك المحيط القاتم للفراغ الذي يخلّفه بركان الخراب الانساني العمراني، وسط إنعدام أي ضوء لحياة ممكنة خارج القتل والابادة وآكلي لحوم البشر، يمضي هذا الرجل المنكوب مع طفله بين المجازر وارخبيلات الدم والأشلاء والجيف والجوارح. حاول أن يقنع نفسه بجدوى استمراره في غلظة هذا الظلام القاسي فلا يجد إلا طفله مبرِرا (بكسر الراء) وحافزا على هذا الاستمرار الكئيب.
لكن السورّي الذي فقد آخر طفل له والعربي الذي فقد الحلم والامل، بأي مبرر يقنع نفسه المحاطة بكل أنواع القتل والطاعون.
“باص ابو راضي” نص للكاتب العراقي محسن حنيص
هل صحيح يا خالد انك طبخت رأس مالك بن نويرة في قدر قبل ان تنام مع زوجته اسماء بنت سنان؟ سماك الرسول (سيف الله المسلول). هل لهذا اللقب علاقة بالأباحية الدموية التي طبعت سيرتك؟ حين ارسلك ابو بكر الى العراق كانت خطتك ان يكون الذعر هو طلائع جيشك، ان يدخل الرعب قبلك الى المدينة التي تغزوها. نجحت خطتك نجاحا عظيما. هنا تكمن (عبقريتك) العسكرية التي نفتخر بها نحن العرب
محسن حنيص عن “زبيبة والملك”
يختصر الكاتب مأزق البلاد في مؤامرة يقف وراءها مجهولون على الدوام ، او يشار اليهم بأسماء عبرية ( حسقيل وشميل) وينفذها موظفو القصر والخدم والزوجات السابقات. وكان على زبيبة ان تحل هذا المأزق كل مرة بتذوق زهورات ( البابونج) قبل الملك لتتأكد من خلوها من السم ، او تلقي سيوف محاولات الاغتيال بصدرها قبل وصولها الى الملك
“بوذا التِّبت” قصيدة سعدي يوسف
في الهضْبةِ، حيثُ " لَهاسا"
يتدرّبُ، في الفجرِ الفظِّ، جنودٌ صينيّونْ
لكنّ التبِتِيّينَ، بتورنتو، يقضونَ نُعاسا
بين دُخانِ القِنّبِ، والذهبِ المجنونْ/
سأعودُ إلى بوذا، في تلك الدارْ
سأعودُ لأسمعَ، في الصمتِ التِبِتِيِّ، الأشعارْ
ثلاثة نصوص من “زمن صغير تحت شمس ثانية” للكاتبة اللبنانية هدى...
أسرع في الجري. لا أعرف ما إذا كنت ألحق بشيء أو أهرب منه. تتتابع على جنبيّ الشواهد: آباء، أبناء، أمهات، أحفاد، أصدقاء. كلمات وأرقام مرصوفة وحيوات كاملة تسقط بين الشقوق. ترتفع الشمس، فأسرع. أخرج من مدخل المقبرة إلى المدينة تصحو متعبة. أْعود إلى البيت وصخب الموتى يتبعني.
مقطع من رواية “رسام المدينة” للكاتبة العراقية سالمة صالح
سأكتب عنك رسام المدينة، لأن الخطأ الذي وقعت فيه لم يعد قابلا للتصويب، ولأن ما كان قائما لم يعد له وجود إلا في ذاكرة الذين يحسنون متعة التذكر دون حسرة، لأن القمح الذي اودع في كوائر الجدات لن ينبت، قرضته الفئران، ولأن السنابل تحولت إلى هشيم. المدينة التي قِستُها بخطواتي وحرستها بنظراتي لم تعد تعرفني ولم أعد أعرف منها سوى صور باهتة لما كانته، ستبحث عنها ولن تجدها، لن تكون أبدا المدينة التي عرفتها.
“هناك من ينبأ بموتي” وقصائد أخرى للشاعر العراقي صلاح عواد
هناك من ينتظرني عند نهاية الجادة،
ومن يقيم معبداً لي.
هناك.. من يكتب القصيدة،
كي تبقى زوارق المهربين الحالمين بالثراء،
وسفن القراصنة،
ورهان الإنسان العاري العابر للحدود.
في البداية/ هندست خطواتي تاركاً لمن كان قبلي اختيار
الحجر والكلمات وما تبقى من بياضٍ يليق بقصيدة لم تنسب لي.
فصل من رواية “العرض ما قبل الأول” للكاتب المغربي نزار كربوط
أرض العرب مترامية الأطراف وفيها أناس طيِّبون، أنجبتْ علماء وحكماء كباراً يُضرب بهم المثل في بلاد أوروبا. قبل سنين عديدة كانت الإمبراطوريّة العثمانيّة هي المسيطرة، امتدَّت أراضيها لتشمل أنحاءً واسعة من أوروبا وآسيا وإفريقيا، حيث أضحت الدولة العثمانيّة، في عهد السّلطان سليمان الأوّل، قوّة عظمى من النّاحيتين السّياسيّة والعسكريّة، وأصبحت عاصمتها القسطنطينيّة تلعب دور صلة الوصل بين العَالَمَين، الغربيّ والشرقيّ. بعد ذلك أصيبت الدولة بالضّعف والتفسّخ
خلية النحل فصل من رواية بغداد وقد إنتصف الليل فيها للكاتبة...
وأذكر أنّني أوّل ما استعملت كلمة "شرميطة" حتّى صرخت البنات وضحكن: "هل تقصدين " شرموطة؟ (التّي تعني عاهرة في بلاد الشّرق) قلت: " لا. أقصد خرقة ممزّقة فقط ههه. والكلمة فصيحة، جاءت من فعل شَرَط وشرمط الورق. أي قصّه قطعا.
خمس قصائد للشاعر مؤيد طيب، ترجمة عن الكردية: ماجد حيدر
أينما حلّت/ ثمة جنة./ من أخبركم أنني نادمٌ/ على أكليَ التفاح؟/ أنا وحواء/ وهذه الدنيا بأسرها/ كتفاحة بكفّينا/ لا أحدٌ يقلقنا/ لا أحد يزاحمنا./ من قال لكم أن الله/ غاضبٌ علينا؟
قصيدتان للشاعر الكندي مارك ستراند، ترجمة أنس مصطفى
ما أَنَا على وَشَكِ قَولِهِ قدْ حدثَ قبلَ عدَّةِ سنواتْ. كنتُ قدْ استأجرتُ مَنزلِاً على البحرْ. كلُّ ليلةٍ أجلسُ علىالشُّرفةِ وأتمنَّى بَعْضَ دفَقٍ مِنْ الشُّعورْ، أتمنَّى تيَّاراً مُضاءً بالنَّارِ مِنْ الصَّوتِ يقودني بعيداً عَنْ كلِّ ما عرفتهْ. لَكِنْ ذاتَ ليلةٍ تسلَّقتُ التلَّ خلفَ المنزلِ ونظرتُ نحوَ الأسفلْ، نحوَ شارعٍ صغيرٍ قذرٍ حيثُ تفاجأتُ برؤيةِ صُفُوفٍ طويلةٍ مِنْ النَّاسِ يجرُّونَ خُطَاهُمْ في اتِّجَاهِ البعيدْ، صُعُوبَةِ أنفاسِهم وسُعَالِهم ربَّمَا بفعلِ سحابةِ الغبارِ الَّتي خَلَقَهَا مَسيرُهُمْ.
“جياكومو”: جيمس جويس – ترجمة وتقديم حسّونة المصباحي
السيّدة تسير بخطى مُسْرعة، بخطى مسرعة، بخطى مسرعة... هواء نقيّ على الطريق المرتفع . ترياستا تصحو من دون نظام: ضوء فجّ فوق سقوفها المتلاصقة بقرميد بني، لها أشكال السلاحف. جموع من البقّ ساجدة في انتظار خلاص وطني. بلّيمو ينهض من فراش زوج عشيق زوجته: الخادمة مُنهمكة في عملها. عينها لوزية، صحن صغير يحتوي على الحامض المُخَلل في يدها،.هواء نقي، وصمت على الطريق المرتفع: ووقع حوافر.فتاة على ظهر حصان، هيدّا! هيدّا غابلير!
مايكل انجلو “أشعار الحب الشاذ” ترجمة وتقديم جليل حيدر
لو يتحدث القلبُ عبر العيون/ حيث لا طريقة أفضل للإنفتاح/ على حبيّ السعيد/ آملُ أن يكون كافياً. / أراقبكَ كي أحرسك َ صديقي الحبيب/ ربما يكون لروحكَ وقعٌ لاذعٌ أكثر مما أعتقد/ عندما رأيتُ اللهب الخارق الذي يبتلعني/ ولذلك استنجد ُ بالرحمة/ كالغفران الذي يتدفقُ على المصلّين/ وإذ يحدث ذاك/ دع الساعات والأوقات تقفُ مكانها/ والشمسُ تقفُ في مسارها القديم.
“كل شيء أصبح الآن متاحا” قصة قصيرة للكاتب المصري جمال زكي...
دق جرس الباب، نهضت نصف عارية لتفتح، رأته واقفا يبتسم ابتسامة آلية باردة، فامتعضت.
سأل في آلية باردة:
ـ مدام ( س )؟
ـ نعم، أنا هي.
ـ...
“الجنة فوق الأرض” قصيدة جديدة للشاعر العراقي فاضل العزاوي
فلبثت مكاني لا أعرف ماذا أفعل
حتى باغتني الشاعر حافظ يضحك مسرورا
وهو يعود من الحانة مثلي:
ـ لا تحزن يا صاحب عمري إن كانت جنتهم عالية الأسوار
وأنت بلا أجنحة لتطير اليها
إذ نحن هنا أيضا نقدر أن نبني فوق الأرض الجنة
فلنا غابات تمتد بعيدا ومراع خضراء
أنهار جارية وجبال نصعدها حين يجيء الطوفان
وبحار تزخر أسماكا ومحيطات تلهو فيها الحيتان
ونساء من أجمل ما خلق الله تعالى
والحية نجلبها أيضا كي تتسلق أغصان الشجرة
ماذا نطلب أكثر من ذلك؟